تحريرا في 30/7/2025
تعرب المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني عن قلقها البالغ من استمرار الوفيات في أقسام الشرطة ومقار الاحتجاز في مصر .
وتابعت ” المؤسسة ” وفاة الشاب أيمن صبري بمركز شرطة بلقاس وسط توافر شبهات وفاته تحت التعذيب بأيدي ضباط وافراد المركز.
وحسب المعلومات المتوفرة فقد تم القبض على_في يوم 19 يوليو 2025، وتم اقتياده لقسم شرط بلقاس حيث تعرض لتعذيب شديد، أدى إلى تدهور حالته الصحية بشكل خطير ..
في آخر زيارة قامت بها أسرته يوم الجمعة الماضي 25 يوليو، بدا أيمن في حالة إعياء شديد، وجسمه كله كان أزرق و سقط ايمن سقط مغشيًا عليه في القسم ، كما سلّم العائلة ورقة تحتوي على أسماء أدوية، دون توضيح سبب حاجته لها
. ورغم تدهور حالته، لم يتم نقله لتلقي العلاج.وتوفى ” ايمن ” في ذات اليوم ، و لم يتم إبلاغ الأسرة رسميًا، حيث علمت الأسرة بنبأ وفاته عن طريق محاميه في الساعة الثانية والنصف من فجر الأحد أي بعد نحو 24 ساعة من الوفاة.
وتشير المعلومات إلى أنه كان هناك جروح في الرأس، وكدمات في جسمه كله ..
كما توفى الشاب كريم محمد عبده بدر، البالغ من العمر 25 عامًا، داخل مركز شرطة الصف بمحافظة الجيزة. يوم الأحد 27 يوليو 2025، وذلك في “ظروف احتجاز غير آدمية (غير آمنة)”، وسط “تكدس شديد وغياب كامل للرعاية الصحية”.
وقد أصدرت وزارة الداخلية بيانا يشير إلى شعور الشاب ” يأيمن صبري” ” بالاعياء ” !! وأنه كان محبوسا بقرار من النيابة العامة في 21 يوليو الجارى على ذمة التحقيق في قضية إتجار بالمواد المخدرة وحيازة سلاح، و”بتاريخ 26 الجارى شعر بحالة إعياء مفاجئ بمحبسه، وتم نقله إلى إحدى المستشفيات لتلقى العلاج اللازم إلا أنه توفى».
ودأبت بيانات وزارة الداخلية على الاشارة إلى أن سبب وفاة المواطنين في مراكز الاحتجاز اما بسبب الأزمة القلبية ، أو بالاعياء والاستشهاد بشهادات محتجزين أخرين وهو ما يضع علامات استفهام حول مصداقية هذه الشهادات. وهو ما يحتاج مراجعة جادة لاسباب الوفاة ،
كانت أسرة الشاب أيمن صبري قد تقدمت ببلاغ رسمي إلى النيابة العامة من خلال محامي الأسرة، المحامي إبراهيم المرسي، اتهمت فيه ضباط القسم وأفراده، وعلى رأسهم مأمور القسم، بتعذيب نجلهم في أثناء احتجازه، ما أدى إلى وفاته.
ويقول شريف هلالي المدير التنفيذي أن المؤسسة سبق أن رصدت وفاة عشرات المحتجزين داخل مقار الاحتجاز ومنهم على سبيل المثال المواطن محمود محمد اسعد المعروف بـ ” محمود ميكا ” 10 أبريل 2025، أثناء احتجازه داخل قسم شرطة الخليفة بالقاهرة. وبحسب إفادات موثقة من ذويه، فقد كان على جسده آثار واضحة للتعذيب، وذلك بعد أيام قليلة من القبض عليه، وسط اتهامات لأفراد الشرطة بتعذيبه حتى الموت.
كانت لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة قد أكدت في ملاحظاتها الختامية لعام 2023، أن التعذيب في مصر يُمارس بشكل “منهجي واسع النطاق”، وهو ما يستدعي استجابة جادة من السلطات المصرية لهذه التوصيات.
وتدعو المؤسسة العربية النيابة العامة إلى تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في وفاة كل من ” ايمن صبري ” و ” كريم عبده ” وتشكيل لجنة مستقلة تضم وأطباء مستقلين ترشحهم نقابة الأطباء لتشريح اجسادهم . ومراجعة كل الوفيات بهذه المقار خلال العامين الأخيرين للتعرف على أسبابها واحالة المتسبب فيها إلى القضاء.
كما نؤكد على السماح لمنظمات حقوق الإنسان المحليةو الدولية بمراقبة الأوضاع في مقار الاحتجاز ، و ضرورة تفعيل آلية رقابة مستقلة وشفافة على هذه الأماكن لحماية حياة المحتجزين وضمان عدم تكرار هذه الجرائم.
وضرورة اصدار قانون شامل لمناهضة التعذيب، يتماشى مع التزامات الحكومة المصرية باتفاقية مناهضة التعذيب التي صدقت عليها ، واوتوصيات الدول المختلفة في المراجعة الدورية أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف .