فوز خالد البلشي بمقعد النقيب و4 مقاعد لتيار الاستقلال وتوجه جديد للجمعية العمومية
جرت انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين في القاهرة يوم الجمعة الموافق17 مارس بعد عدم اكتمال النصاب القانوني لعقدها قبل اسبوعين من هذا الموعد .
وجاءت المنافسة بشكل رئيسي بين كل من خالد ميري ” خبار اليوم ” ووكيل النقابة ، وبين خالد البلشي رئيس تحرير موقع درب . والبلشي هو عضو سابق بمجلس النقابة ومقرر لجنة الحريات ايضا .
وترشح على موقع النقيب 11 مرشحا مهم مرشحين من جريدة لجمهورية ، ومرشح عن كل من (جريدة الأهرام ، أخبار اليوم، النور، ، مصر الفتاة ، الأنباء الدولية ، الجيل ، الشعب ، الأمة ) وجاءت قئمة رشحين على النحو التالي :
سيد الاسكندرانى (الجمهورية) ايمن عبد العزيز(الاهرام)، خالد ميري )أخبار اليوم)، خالد البلشي (صحفي حر)، سيد عبد المالك (النور)، طلعت هاشم (مصر الفتاه) ، بده محمد مغربى (الأنباء الدولية) ،محسن محمد هاشم (الجيل)، محمد مغربى (الشعب)، نعيمه راشد (الجمهورية) ياسر اسماعيل (الأمة) . وصحفي حر .
الجريدة | عدد المرشحين | الجريدة | عدد المرشحين | الجريدة | عدد المرشحين |
الاهرام | 6 | الوطن | 1 | العالم اليوم | 1 |
اخبار اليوم | 5 | الديار | 1 | الدستور | 3 |
الجمهورية | 3 | البوابة نيوز | 1 | شباب مصر | 1 |
محلة أكتوبر | 1 | اليوم السابع | 1 | الفجر | 2 |
روز اليوسف | 1 | المصري اليوم | 1 | الغد | 2 |
وكالة أنباءالشرق الأوسط | 1 | اليوم | 1 | الكرامة | 1 |
صحفي حر | 6 | الموجز | 1 | ||
الاجمالي | 40 |
ـ مقاعد مجلس النقابة :
ترشح 40 مرشحا على 6 مقاعد التي جرى عليها التجديد النصفي من بينهم 12 مرشحًا على مقاعد المجلس “فوق السن”، و28 مرشحًا على مقاعد “تحت السن”. ، وهذا العدد أقل من المرشحين في جولة انتخابات التجديد النصفي التي جرت عام 2021 والتي بلغت 56 مرشحا .
خلت على مقاعد كل من : (محمود كامل ، هشام يونس ، جمال عبد الرحيم ، حماد الرمحي ، خالد ميري ، محمد شبانه) على النحو التالي :
جاءت العدد الأكبر من المرشحين من المؤسسات القومية 17 مرشح بنسبة 42.5 % بـ على النحو التالي من صحف الأهرام بمعدل 6 مرشحين بنسبة 15 %، يليها اخباراليوم بـ 5 مرشحين 12.5 % بنسية ، يليها الجمهورية بـ 3 مرشحين بنسبة 7.5 % ، يليها (مجلة اكتوبر ، روز اليوسف ، أنباء الشرق الأوسط) بمرشح واحد عن كل منهما بنسبة 2.5 %.
فيما كان تصنيف الصحفي الحر الأعلى بمعدل 6 مرشحين بنسبة 15 % .
على مستوى المؤسسات الصحفية الخاصة جاءت صحيفة الدستور في الترتيب الأول ب 3 مرشحين بنسبة 7.5 % ، يليها صحيفتي الفجر ، الغد بمرشحين اثنين لكل منهما بـنسبة 5 % ، يليهما صحف (البوابة نيوز، ، الوطن ، المصري اليوم ،اليوم السابع ، الموجز، اليوم ، الديار ، العالم اليوم ، شباب مصر ، بمرشح واحد لكل منهما بنسبة 2.5 %..
من الصحف الحزبية كان الترشح كالتالي : الغد بمرشحين اثنين ، يليها جريدة الكرامة (مرشح واحد) وهو ما يشير إلى ضعف دور الصحف الحزبية ، بالمقارنة الترشح الحزبي الذي تجاوز 5 مرشحين في دورة 2021 لصحفيي بجريدة الوفد والعربي الناصري ، الغد ، الأمة ..
وترشحت 6 صحفيات على مقاعد المجلس بنسبة 15 %، بنسبة يعدد اقل من دورة مارس 2021 والذي بلغ عددهن وقتها 8 مرشحات، ويلاحظ أن صحفية واحدة هي التي أعادت ترشح نفسها في هذه الانتخابات وهي سمية العجوز، فيما تراجعت الصحفيات الذين ترشحن في الجولة السابقة عن الترشح وهم : ـ اسماء حسين (الفجر) ، أسماء مصطفى( صحفي حر) ، سعاد سلام (محلة أكتوبر) ، فاطمة الحاج(الغد) ، وفاء بكري (المصري اليوم).
بينما ترشح صحفي مسيحي واحد هو ريمون فرنسيس (صحفي حر)
مناخ اجراء الانتخابات :
اجريت هذه الانتخابات في ظل وضع متردي للنقابة بسبب سيطرة الدولة على مقعد النقيب ، والذي تولاه النقيب ضياء رشوان لمدة 4 سنوات،منذ عام 2019 ،وهوالذي تولى مقعد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إلى جانب موقعه النقابي ، واتسمت الدورة السابقة بفترتيها 2019 ـ 2021 ، والفترة 2021 ـ 2023 ، بانقسام حاد داخل المجلس بين اقلية معارضة تصل إلى 5 اعضاء ، وأغلبية يهيمن عليها عضوية المؤسسات الصحفية الحكومية على المقاعد الرئيسية بهيئة مكتب النقابة ، السكرتير العام ووكيلي النقابة..
كما شهدت غياب الانعقاد الدوري لمجلس النقابة ، واالاكففاء باصدارالقرارات بالتمرير عبر الانترنت بين الاعضاء الـ 7 خصة الموالين للدولة ، مما ادى لاستقالة الاستاذ هشام يونس من عضوية المجلس ، باضافة إلى استمرار اغلاق مقر النقابة بالستقالات طيلة السنوات الماضية. ويبدوان هذه النتخابات سستمر فيها عدد من الاتجاهات الأساسية::
ـشهدت ايضا صراع بين تيار أغلبية الصحفيين ويطلق عليه تيارالاستقلال والذي يسعى للتأكيد على استقلال النقابة عن السلطة التنفيذية والأجهزة الحكومية المختلفة ،وأن تكون الجمعية العمومية هي صاحبة السلطة الأولى في النقابة ووقف اختطاف النقابة وتهميشها والسيطرة عليها من جانب قائمة تدعمها اجهزة الدولة ورؤساءمجالس ادارات المؤسسات الصحفية الحكومية بما لها من اغلبية في عضوية الجمعية العمومية.
وهو ما بدا من الانحياز الحكومي ولاعلامي الرسمي للمرشح خالد ميري سكرتيرعام النقابة ، والمرشح عن مؤسسة اخباراليوم، وتجاهل المرشحين الأخرين وابرزهم خالد البلشي المرشح المستقل والذي حظي بتأييد من جانب قطاع كبير من شباب الصحفيين بالصحف المعارضةوالمستقلة والسعي لتزكية قائمة معينة تحظى بتأييد ادارات الصحف الحكومية.
ـ استمرار القيود على حرية الرأي والتعبير والقبض على مواطنين ونشطاء سياسيين وحقوقيين لمجرد تعبيرهم عن الراي على وسائل التواصل الاجتماعي ،ومنهم عدد كبير من الصحفيين لا يزالون محبوسين على ذمة قضايا تحت الحبس الاحتياطي،وابرزهم الصحفيين العاملين بقناة الجزيرة .والتي لا يغير منها شيئا الافراج الموسمي عن بعض الصحفيين ، والتي يتلوها القبض على أخرين،لتظل سياسة تقييد الحريات قائمة على رقاب الصحفيين..
ـ كما شهدت هذه الانتخابات قيام عدد من أعضاء الجمعية العمومية بالتأكيد على الحريات الصحفية وإثارة ملف الصحفيين المحبوسين والذين وصل عددهم إلى 30 صحفيا، والضغط على الحكومة لاخلاء سبيلهم .
ـ استغلال البدل النقدي المخصص للصحفيين من جانب بعض المرشحين وخاصة المحسوبين على اجهزة الدولة، فيما اطلقت عليه بعض التقاريرالاعلامية (الصراع بين الجنيه والكارنيه ) حيث اشارالمرشح خالد ميري إلى زيادة البدل بنسبة 25% بينما لم تشر اي جهة حكومية إلى تاييد هذا الحديث، وتعد هذه الظاهرة مستمرة في انتخابات النقابة وتؤثر على إرادة الناخبين ، وخاصة منذ عام 1981 منذ تولى صلاح جلال موقع نقيب الصحفيين مرورا بإبراهيم نافع ، ومكرم محمد احمد ، وضياء رشوان .واصبح البدل مقنن ومستقر بحكم محكمة القضاء الإداري واصبح جزا من مرتب الصحفي ويخصص للتدريب وزيادة مهارات الصحفي .
دلالات النتيجة النهائية :
قال شريف هلالي المدير التنفيذي للمؤسسة أن النتيجة اسفرت عن انتصار غير متوقع للمرشح خالد البلشي رغم وجود عدد من مؤشرات الغضب لدى قطاعات كبيرة من الجمعية العمومية حول وضع المهنة الحالي والقيود المستمرة على حرية الاعلام ، جاء البلشي من خارج المؤسسات الصحفية الكبرى (الاهرام ـ اخبار اليوم، الجمهورية) والمفارقة أن تصنيفه الرسمي(صحفي حر) ، فضلا عن انه محسوب على التوجه اليساري المعارض ، ,و هو ابن مخلص لاهداف ثورة 25 يناير ، وقد نجح رغم الشيطنة المستمرة من جانب اجهزة السلطة لتلك الثورة وتحميلها كل أسباب الأزمة الاقتصادية التي تعيشهت مصر منذ سنوات.
كما ان البلشي ينتمي للجيل الأصغر سنا ، حيث انه في عقده الخامس ، وهو جيل مختلف سنيا ، عن كل من تولى موقع النقيب قبل ذلك وهو ما يؤشر لتولي جيل جديد من شباب المهنة لهذا الموقع.
وتعكس النتيجة النهائية للتجديد النصفي نجاح 3 من اعضاء تيار الاستقلال و المرشحين السابقين بالمجلس في اقتناص مقاعدهم مرة أخرى وهم (هشام يونس والذي ، جمال عبد الرحيم ، محمود كامل ) حيث حاز على اعلى الأصوات ضمن المرشحين في فوق السن ،بينما نجح
ـكل من محمد الجارحي (الدستور) ، محمد يحيي يوسف(اخبار اليوم) ، عبد الروؤف خليفة(الأهرام) لأول مرة في هذا المجلس
وشهدت هذه الانتخابات حضورا واسعا من الجمعية العمومية وصل إلى 5026 من أعضاءها ، وجاءت الأصوات الصحيحة 4188 صوتا ، فاز منها ابلشي بت 2450 ، فيما جاء خالد ميري الثاني بـ 2211 صوسيد عبتا ، ولم يتجاوز 4 من المرشحين لمقعد النقيب العشر أصوات هم ( سيد عبد المعطي ، محمد مغربي ، طلعت هاشم ، نعيمة راشد )
ثالثها ابرزت تلك الانتخابات سخط القطاع الغالب من الصحفيين على الوضع النقابي المتردي في ظل قيادتها السابقة التي شهدت اغلاق مبني النقابة أمام أي دور مهني وعام طوال الست سنوات الأخيرة وتجميد مجلس النقابة والاكتفاء بتمرير قرارات المجلس عبر الانترنت والاستهانة بدور الجمعية العمومية بعدم عرض الميزانيات السنوية في اجتماعاتها الدورية.
ـ رابعها : رفض ثنائية الاختيار بين مرشح الخدمات ومرشح الحريات أو نظرية (الجنيه مقابل الكارنيه) ، والتي سادت خلال السنوات الماضية ، وارتهان الصحفيين لحقوقهم النقابية بتفضيل مرشح مقرب من الدولة يمكنه تحقيق خدمات الصحفيين بعكس المرشح المعارض الذي سيؤدي إلى الصدام مع الدولة!!
ـ أكدت هذه الانتخابات سقوط خرافة هيمنة المؤسسات الصحفية الرسمية على التصويت الانتخابي ، وهو ما ظهر في تصويت قطاع كبير داخل هذه المؤسسات نفسها للبلشي ورفاقه لانهم ايضا اصبحوا متضررين من وضعية تدهور حريات الرأي والتعبير وضاعت حقوقهم داخل مؤسساتهم من خلال بالخصومات المالية والفصل التعسفي ، وصولا للقبض على صحفيين بهذه المؤسسات واستمرار حبس العشرات من الصحفيين خلف ابواب السجون بنفس الاتهامات المعتادة ، وقد حدثت ما يشبه ظاهرة التصويت العقابي ضد مرشح الدولة من جانب قطاع كبير من هؤلاء الصحفيين بما فيهم العاملين بالمؤسسات القومية .
وهناك عدد من التحديات على اجندة مجلس النقابة الحالي في عدد كبير من الملفات اهمها ملف الصحفيين المحبوسين ، التشريعات المقيدة لحرية الراي والتعبير ، وملف الأجور ، والأوضاع المادية الصعبة التي يواجهها قطاع كبير من الصحفيين داخل مؤسساتهم والقيود المستمرة على حرية الاعلام وحجب مئات المواقع على الانترنت منها موقع درب نفسه الذي يراس تحريره خالد البلشي نقيب الصحفيين.